بحـث
المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 91 بتاريخ الخميس 31 أكتوبر 2024, 8:56 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
شادي شعبان علي | ||||
أسامة حمدي | ||||
أحمد صلاح عثمان | ||||
ابراهيم فرج | ||||
عبد الله أبو الخير | ||||
محمد عطية | ||||
حسين جمعه حسن | ||||
كمال طاهر علي | ||||
mohamed telb | ||||
عبد الإله محمد حمود |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 459 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Rahma فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 4067 مساهمة في هذا المنتدى في 1526 موضوع
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم |
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المساجد ودورها في حياة المسلم
5 مشترك
منتدى مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة :: منتدى المرحلة الابتدائية :: قسم الدروس التعليمية :: قسم التربية الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
المساجد ودورها في حياة المسلم
المساجد ودورها في حياة المسلم ¸( )
أولاً: تعريف المسجد وبيان فضله وأهميته:
المساجد جمع مسجد، وهو في لغة العرب على وزن مَفعِل بالكسر، والفتح اسمٌ للمصدر، والمسْجَدُ بالفتح؛ جبهة الرجل حيث يصيبه ندب السجود( )، وسَجَدَ أي وضع جبهته على الأرض فهو ساجد، والمسجِد مصلى الجماعة، وجمعها مساجد. وهو اسم مكان من سجدَ وهو المكان يصلى الناس فيه جماعةً( ).
وفي الاصطلاح الشرعي: المكان الذي أُعِدّ للصلاة فيه على الدّوام( )، وأصل المسجد شرعاً: كل موضع من الأرض يُسجد لله فيه( )؛ لحديث جابر -¢-، عن النبي -‘- قال: ((وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيُّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة، فليصلِّ))( )، وهذا من خصائص نبيّنا ‘ وأمّته، وكانت الأنبياء قبله إنما أُبيحت لهم الصلاة في مواضع مخصصة: كالبِيَع والكنائس( ).
وقد ثبت في حديث أبي ذرّ -¢- عن النبي -‘- أنه قال: (( وأينما أدركتك الصلاة فصلِّ، فهو مسجد))( ).
قال الزركشي ¬: "ولَمّا كان السجود أشرف أفعال الصلاة، لقرب العبد من ربه، اشتق اسم المكان منه فقيل: مسجد، ولم يقولوا: مركع، ثم إن العُرف خصص المسجد بالمكان المهيّأ للصلوات الخمس، حتى يخرج المُصلّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها، فلا يُعطى حكمه"( ).
شاركت المساجد في نشر الدعوة الإسلامية في ربوع شبه القارة الهندية، وغيرها من الأمم، ورفع لواء الاستقلال والحرية، في مواجهة القوى الاستعمارية، واجتمعت فيه عناصر العمارة الإسلامية والمحلية.
يجتمع المسلمون بالمساجد في صف واحد مع اختلاف الطبقات والأجناس والأعمار، حيث العدل والخير والسلام، وغيرها من قيم ومبادئ الإسلام، وذلك معلوم و مشهود على مدى القرون والأعوام.
إن للمساجد دورًا عظيمًا في الدعوة إلى الله ¸، إنها بيوتُ الله تعالى، وهي أشرف البقاع على وجه البسيطة؛ حيث يُذكَر فيها اسم الله ليلَ نهارَ وصباح مساء، ويحضرها رجال لا يغفُلون عن طاعته ´ في غدواتهم ورَوْحاتهم، في شُغلهم وفراغهم، في حِلِّهم وتَرحالهم؛ قال سبحانه ).
فإن المساجد تغيّر أحوال الإنسان من شقاء إلى سعادة، ومن ضِيق إلى رخاء، والمساجد تعالج القلوب؛ حيث تجعلها رقيقةً ومَجْلوّةً من صدأ الذنوب والآثام التي يرتكبها الإنسان.
فالمسجد هيئة إسلامية عظيمة تفُوق جميع الهيئات والمنظمات التي تنشأ وتقام في البلدان، فهي خيرُ مؤسسة أو هيئة لإصلاح المجتمعات البشرية، فلا يمكن إصلاح المجتمع إلا بتفعيل دور أكبر مؤسسة وأعظمها على وجه الأرض، وهي المساجد؛ لأنها تربي المجتمع تربيةً إيمانيةً متكاملةً، وتقوم بصبغ الإنسان بأحسن صبغة، وهي صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة؛ ولذا نجد أن معلم البشرية محمدًا‘ قد عَمد إلى تأسيس وإرساء قواعد المساجد إبان وصوله إلى المدينة المنورة حاضرة دولة الإسلام الوليدة، ومن هنا بدأ دور المساجد في تربية المجتمعات الإسلامية، ومع مرور الزمن أصبح من المسلَّم به أن المساجد لا يقتصر دورها على أن يحضرها المسلمون لأداء الصلوات فحسب، بل إنها تقوم بجمع شمل الأمة الإسلامية، وتجمع قلوب المسلمين على المحبة والاحترام، والتآخي والتعاطف والتراحم، وتمنح لهم الطمأنينة والسكينة، وتدعوهم إلى إحياء رُوح الإسلام فيما بينهم( ).
فالمسؤولية الكبرى تقع على العلماء والدعاة أن يؤكدوا للجاليات الإسلامية أهمية المساجد وفضلها، ويسعوا لتفعيل دورها في الدعوة إلى الله ¸، حتى يقيموا فيها مجالس علمية وتربوية، ويدعوا الناس فيها بالحكمة والموعظة الحسنة، ويقدموا إليهم تعاليم الإسلام النقية الصافية بأسلوب يجذبهم إلى الدين، ويعيدوا إليهم الثقة بالإسلام وحضارته الخالدة، فهي مراكز للإشعاع الديني، وللتربية الإيمانية، وغرساً للعقيدة السليمة، وراحة للنفوس وطمأنينة للقلوب، قال تعالى: { }( ).
ولما كان دور المساجد جليل في الدعوة، وارتباطٌ وثيق؛ ناسب ذكر هذا المبحث مع إيراد ما يخص البحث من الجانب الدعوي عموماً، والولاية على وجه الخصوص، وأما أحكامه ومسائله؛ فقد كتب فيها العلماء على مرِّ العصور، ومنها: كتاب الإمام محمد بن عبدالله الزركشي( )¬ المتوفى(794هـ)، بعنوان: إعلام الساجد بأحكام المساجد، وكتاب تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد، للإمام أبي بكر بن زيد الحنبلي( ) ¬ المتوفى(883هـ)، ومن المعاصرين كتاب أحكام المساجد في الشريعة الإسلامية للشيخ إبراهيم بن صالح الخضيري –حفظه الله-( )، وغيرها.
تظهر مكانة المسجد وأهميتها واضحةً من حرص النبي ‘، حيث أنه لم يستقر به الحال والمقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء؛ حتى بدأ ببناء مسجد قباء( )، وهو أول مسجد بُنِيَ بالمدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس( ).
وكذلك ’ عندما واصل سَيْره إلى قلب المدينة؛ كان أول ما قام به، تخصيص أرض لبناء مسجده، ثم الشروع في بناءه، وكان ‘ إذا نزل منزلاً في سفرٍ أو حربٍ، وبقي فيه مدةً؛ اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه أصحابه €، كما فعل في خيبر وغزوة الخندق( ).
ولأهميّة المساجد، ومكانتها وفضلها، ذكرها الله - ¸ - في كتابه في ثمانية عشر موضعاً( )، ولمكانتها العالية وعظم منزلتها عند الله تعالى أضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم( )؛ قال سبحانه: { }( )، وقوله سبحانه: { }( ).
ومع أن جميع البقاع وما فيها ملك لله - ¸ -، فهو خالق كل شيء ومالكه، ولكن المساجد لها ميزة وشرف؛ لأنها تختص بكثير من العبادات، والطاعات، والقربات، فليست المساجد لأحد سوى الله، كما أن العبادة التي كلف الله بها عباده لا يجوز أن تصرف لأحد سواه( ).
ومن هذه الإضافة ما أضافه النبي - ‘ - إلى الله إضافة تشريف بقوله - ‘ -: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده))( ).
ولعظم فضل المساجد جعل الله - ¸- من أقبح القبائح، وأعظم الظلم المنع من عمارتها، فقال - ¸ -: { } ( ).
ومن فضائل المساجد ما ثبت في حديث أبي هريرة -¢- عن النبي -‘- قال: ((أَحَبُّ البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))( ).
قال الإمام النووي -¬- في شرحه لقول رسول الله ‘ ((أحبّ البلاد إلى الله مساجدها))؛ "لأنها بيوت الطاعات، وأساسها على التقوى، ((وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))؛ لأنها محل الغش، والخداع، والربا، والأيمان الكاذبة، وإخلاف الوعد، والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك مما في معناه"( ).
وقال الإمام القرطبي - ¬ - في شرحه لقول رسول الله ‘ ((أحبّ البلاد إلى الله مساجدها))؛ أي: "أحب بيوت البلاد، أو بقاعها، وإنما كان ذلك لما خُصَّت به من العبادات، والأذكار، واجتماع المؤمنين، وظهور شعائر الدين، وحضور الملائكة، وإنما كانت الأسواق أبغض البلاد إلى الله؛ لأنها مخصوصة بطلب الدنيا، ومطالب العباد، والإعراض عن ذكر الله؛ ولأنها مكان الأيمان الفاجرة، وهي معركة الشيطان، وبها يركز رايته"( ).
المساجد محلُّ راحة المسلمين النفسيّة، فيه تطمئن قلوبهم، وترتاح نفوسهم، وتتزكى نياتهم، وتترقى روحانيتهم، وتعلو همهم، وتتقوى عزيمتهم، وتتسامى إرادتهم للعلم والعمل؛ فالنبي ‘ كان يقول لبلال ¢ عندما يحين وقت الصلاة كما في رواية سالم بن أبى الجعد قال: قال رجل من خزاعة سمعت النبي ‘ يقول ((يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها))( ).
والمساجد محلّ تلاوة القرآن وتدبر أحكام السنة والقيادة والقضاء والتشاور والعلم والتعلم والتخطيط لكل ما يهم الإسلام والمسلمين.
والإنسان فيها ضيف كريم على رب العزة والجلال، يكرمه بالتوبة والمغفرة، وينزل عليه سحائب رحمته وجزيل ثوابه وفيض نعمائه، ويشمله بكل ما يسعد دنياه ويعمر آخرته.
ولكن كثيرًا من الناس في هذا العصر يحاولون الترويج لفكرة أن المؤسسات التعليمية، مثل الجامعات والمدارس والمعاهد قد قَلَّصَتْ من دور المساجد؛ لأنها قد اضطلعت بدورها، فأصبحت رسالة المسجد قاصرةً فقط على أداء الصلوات الخمس، والحق أن هذه الفكرة خاطئة. فالمساجد أمرها عظيم، وتاريخ الدعوة الإسلامية ممتدّ بإذن الله إلى يوم القيامة، والمسجد سيظل كما كان معقد أرواح المسلمين، ومرجعهم في كل خير.
إن النبي ‘ حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة كان أول عمل قام به هو بناء المسجد الذي أثنى الله – ¸– عليه بقوله تعالى: { }( )
إشارةً إلى مسجد قباء الذي كان أول مسجد في الإسلام، وله مكانة تاريخية ظلت وستظل ماثلة في ذاكرة المسلمين عالقة بقلوبهم، تزودهم بعاطفة عملية إيمانية جيّاشة.
أولاً: تعريف المسجد وبيان فضله وأهميته:
المساجد جمع مسجد، وهو في لغة العرب على وزن مَفعِل بالكسر، والفتح اسمٌ للمصدر، والمسْجَدُ بالفتح؛ جبهة الرجل حيث يصيبه ندب السجود( )، وسَجَدَ أي وضع جبهته على الأرض فهو ساجد، والمسجِد مصلى الجماعة، وجمعها مساجد. وهو اسم مكان من سجدَ وهو المكان يصلى الناس فيه جماعةً( ).
وفي الاصطلاح الشرعي: المكان الذي أُعِدّ للصلاة فيه على الدّوام( )، وأصل المسجد شرعاً: كل موضع من الأرض يُسجد لله فيه( )؛ لحديث جابر -¢-، عن النبي -‘- قال: ((وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيُّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة، فليصلِّ))( )، وهذا من خصائص نبيّنا ‘ وأمّته، وكانت الأنبياء قبله إنما أُبيحت لهم الصلاة في مواضع مخصصة: كالبِيَع والكنائس( ).
وقد ثبت في حديث أبي ذرّ -¢- عن النبي -‘- أنه قال: (( وأينما أدركتك الصلاة فصلِّ، فهو مسجد))( ).
قال الزركشي ¬: "ولَمّا كان السجود أشرف أفعال الصلاة، لقرب العبد من ربه، اشتق اسم المكان منه فقيل: مسجد، ولم يقولوا: مركع، ثم إن العُرف خصص المسجد بالمكان المهيّأ للصلوات الخمس، حتى يخرج المُصلّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها، فلا يُعطى حكمه"( ).
شاركت المساجد في نشر الدعوة الإسلامية في ربوع شبه القارة الهندية، وغيرها من الأمم، ورفع لواء الاستقلال والحرية، في مواجهة القوى الاستعمارية، واجتمعت فيه عناصر العمارة الإسلامية والمحلية.
يجتمع المسلمون بالمساجد في صف واحد مع اختلاف الطبقات والأجناس والأعمار، حيث العدل والخير والسلام، وغيرها من قيم ومبادئ الإسلام، وذلك معلوم و مشهود على مدى القرون والأعوام.
إن للمساجد دورًا عظيمًا في الدعوة إلى الله ¸، إنها بيوتُ الله تعالى، وهي أشرف البقاع على وجه البسيطة؛ حيث يُذكَر فيها اسم الله ليلَ نهارَ وصباح مساء، ويحضرها رجال لا يغفُلون عن طاعته ´ في غدواتهم ورَوْحاتهم، في شُغلهم وفراغهم، في حِلِّهم وتَرحالهم؛ قال سبحانه ).
فإن المساجد تغيّر أحوال الإنسان من شقاء إلى سعادة، ومن ضِيق إلى رخاء، والمساجد تعالج القلوب؛ حيث تجعلها رقيقةً ومَجْلوّةً من صدأ الذنوب والآثام التي يرتكبها الإنسان.
فالمسجد هيئة إسلامية عظيمة تفُوق جميع الهيئات والمنظمات التي تنشأ وتقام في البلدان، فهي خيرُ مؤسسة أو هيئة لإصلاح المجتمعات البشرية، فلا يمكن إصلاح المجتمع إلا بتفعيل دور أكبر مؤسسة وأعظمها على وجه الأرض، وهي المساجد؛ لأنها تربي المجتمع تربيةً إيمانيةً متكاملةً، وتقوم بصبغ الإنسان بأحسن صبغة، وهي صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة؛ ولذا نجد أن معلم البشرية محمدًا‘ قد عَمد إلى تأسيس وإرساء قواعد المساجد إبان وصوله إلى المدينة المنورة حاضرة دولة الإسلام الوليدة، ومن هنا بدأ دور المساجد في تربية المجتمعات الإسلامية، ومع مرور الزمن أصبح من المسلَّم به أن المساجد لا يقتصر دورها على أن يحضرها المسلمون لأداء الصلوات فحسب، بل إنها تقوم بجمع شمل الأمة الإسلامية، وتجمع قلوب المسلمين على المحبة والاحترام، والتآخي والتعاطف والتراحم، وتمنح لهم الطمأنينة والسكينة، وتدعوهم إلى إحياء رُوح الإسلام فيما بينهم( ).
فالمسؤولية الكبرى تقع على العلماء والدعاة أن يؤكدوا للجاليات الإسلامية أهمية المساجد وفضلها، ويسعوا لتفعيل دورها في الدعوة إلى الله ¸، حتى يقيموا فيها مجالس علمية وتربوية، ويدعوا الناس فيها بالحكمة والموعظة الحسنة، ويقدموا إليهم تعاليم الإسلام النقية الصافية بأسلوب يجذبهم إلى الدين، ويعيدوا إليهم الثقة بالإسلام وحضارته الخالدة، فهي مراكز للإشعاع الديني، وللتربية الإيمانية، وغرساً للعقيدة السليمة، وراحة للنفوس وطمأنينة للقلوب، قال تعالى: { }( ).
ولما كان دور المساجد جليل في الدعوة، وارتباطٌ وثيق؛ ناسب ذكر هذا المبحث مع إيراد ما يخص البحث من الجانب الدعوي عموماً، والولاية على وجه الخصوص، وأما أحكامه ومسائله؛ فقد كتب فيها العلماء على مرِّ العصور، ومنها: كتاب الإمام محمد بن عبدالله الزركشي( )¬ المتوفى(794هـ)، بعنوان: إعلام الساجد بأحكام المساجد، وكتاب تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد، للإمام أبي بكر بن زيد الحنبلي( ) ¬ المتوفى(883هـ)، ومن المعاصرين كتاب أحكام المساجد في الشريعة الإسلامية للشيخ إبراهيم بن صالح الخضيري –حفظه الله-( )، وغيرها.
تظهر مكانة المسجد وأهميتها واضحةً من حرص النبي ‘، حيث أنه لم يستقر به الحال والمقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء؛ حتى بدأ ببناء مسجد قباء( )، وهو أول مسجد بُنِيَ بالمدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس( ).
وكذلك ’ عندما واصل سَيْره إلى قلب المدينة؛ كان أول ما قام به، تخصيص أرض لبناء مسجده، ثم الشروع في بناءه، وكان ‘ إذا نزل منزلاً في سفرٍ أو حربٍ، وبقي فيه مدةً؛ اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه أصحابه €، كما فعل في خيبر وغزوة الخندق( ).
ولأهميّة المساجد، ومكانتها وفضلها، ذكرها الله - ¸ - في كتابه في ثمانية عشر موضعاً( )، ولمكانتها العالية وعظم منزلتها عند الله تعالى أضافها إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم( )؛ قال سبحانه: { }( )، وقوله سبحانه: { }( ).
ومع أن جميع البقاع وما فيها ملك لله - ¸ -، فهو خالق كل شيء ومالكه، ولكن المساجد لها ميزة وشرف؛ لأنها تختص بكثير من العبادات، والطاعات، والقربات، فليست المساجد لأحد سوى الله، كما أن العبادة التي كلف الله بها عباده لا يجوز أن تصرف لأحد سواه( ).
ومن هذه الإضافة ما أضافه النبي - ‘ - إلى الله إضافة تشريف بقوله - ‘ -: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده))( ).
ولعظم فضل المساجد جعل الله - ¸- من أقبح القبائح، وأعظم الظلم المنع من عمارتها، فقال - ¸ -: { } ( ).
ومن فضائل المساجد ما ثبت في حديث أبي هريرة -¢- عن النبي -‘- قال: ((أَحَبُّ البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))( ).
قال الإمام النووي -¬- في شرحه لقول رسول الله ‘ ((أحبّ البلاد إلى الله مساجدها))؛ "لأنها بيوت الطاعات، وأساسها على التقوى، ((وأبغض البلاد إلى الله أسواقها))؛ لأنها محل الغش، والخداع، والربا، والأيمان الكاذبة، وإخلاف الوعد، والإعراض عن ذكر الله، وغير ذلك مما في معناه"( ).
وقال الإمام القرطبي - ¬ - في شرحه لقول رسول الله ‘ ((أحبّ البلاد إلى الله مساجدها))؛ أي: "أحب بيوت البلاد، أو بقاعها، وإنما كان ذلك لما خُصَّت به من العبادات، والأذكار، واجتماع المؤمنين، وظهور شعائر الدين، وحضور الملائكة، وإنما كانت الأسواق أبغض البلاد إلى الله؛ لأنها مخصوصة بطلب الدنيا، ومطالب العباد، والإعراض عن ذكر الله؛ ولأنها مكان الأيمان الفاجرة، وهي معركة الشيطان، وبها يركز رايته"( ).
المساجد محلُّ راحة المسلمين النفسيّة، فيه تطمئن قلوبهم، وترتاح نفوسهم، وتتزكى نياتهم، وتترقى روحانيتهم، وتعلو همهم، وتتقوى عزيمتهم، وتتسامى إرادتهم للعلم والعمل؛ فالنبي ‘ كان يقول لبلال ¢ عندما يحين وقت الصلاة كما في رواية سالم بن أبى الجعد قال: قال رجل من خزاعة سمعت النبي ‘ يقول ((يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها))( ).
والمساجد محلّ تلاوة القرآن وتدبر أحكام السنة والقيادة والقضاء والتشاور والعلم والتعلم والتخطيط لكل ما يهم الإسلام والمسلمين.
والإنسان فيها ضيف كريم على رب العزة والجلال، يكرمه بالتوبة والمغفرة، وينزل عليه سحائب رحمته وجزيل ثوابه وفيض نعمائه، ويشمله بكل ما يسعد دنياه ويعمر آخرته.
ولكن كثيرًا من الناس في هذا العصر يحاولون الترويج لفكرة أن المؤسسات التعليمية، مثل الجامعات والمدارس والمعاهد قد قَلَّصَتْ من دور المساجد؛ لأنها قد اضطلعت بدورها، فأصبحت رسالة المسجد قاصرةً فقط على أداء الصلوات الخمس، والحق أن هذه الفكرة خاطئة. فالمساجد أمرها عظيم، وتاريخ الدعوة الإسلامية ممتدّ بإذن الله إلى يوم القيامة، والمسجد سيظل كما كان معقد أرواح المسلمين، ومرجعهم في كل خير.
إن النبي ‘ حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة كان أول عمل قام به هو بناء المسجد الذي أثنى الله – ¸– عليه بقوله تعالى: { }( )
إشارةً إلى مسجد قباء الذي كان أول مسجد في الإسلام، وله مكانة تاريخية ظلت وستظل ماثلة في ذاكرة المسلمين عالقة بقلوبهم، تزودهم بعاطفة عملية إيمانية جيّاشة.
محمد نجم محمد الوارث- عدد المساهمات : 3
نقاط : 2833
شكر و تقدير : 2
تاريخ التسجيل : 06/03/2017
رد: المساجد ودورها في حياة المسلم
جزاك الله خيرا .
أحمد صلاح عثمان- عضوية ذهبية
- عدد المساهمات : 383
نقاط : 3784
شكر و تقدير : 17
تاريخ التسجيل : 25/01/2016
أسامة حمدي- عضوية ماسية
- عدد المساهمات : 461
نقاط : 4022
شكر و تقدير : 13
تاريخ التسجيل : 24/01/2016
رد: المساجد ودورها في حياة المسلم
أثابكم الله
رحمة الله أمير- عدد المساهمات : 7
نقاط : 3243
شكر و تقدير : 3
تاريخ التسجيل : 28/01/2016
رد: المساجد ودورها في حياة المسلم
جزاك الله خيرا
أحمد صلاح عثمان- عضوية ذهبية
- عدد المساهمات : 383
نقاط : 3784
شكر و تقدير : 17
تاريخ التسجيل : 25/01/2016
رد: المساجد ودورها في حياة المسلم
جزاك الله خيرا
عبد الله أبو الخير- عضوية برونزية
- عدد المساهمات : 180
نقاط : 3427
شكر و تقدير : 6
تاريخ التسجيل : 18/01/2016
مواضيع مماثلة
» أهمية التواضع في حياة المسلم
» حديث حق المسلم
» تربية المسلم على العمل التطوعي
» المسجد ودوره في حياة الأمة
» صور من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه
» حديث حق المسلم
» تربية المسلم على العمل التطوعي
» المسجد ودوره في حياة الأمة
» صور من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه
منتدى مدارس عبد الرحمن فقيه النموذجية بمكة المكرمة :: منتدى المرحلة الابتدائية :: قسم الدروس التعليمية :: قسم التربية الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 11 أكتوبر 2022, 9:46 pm من طرف محمد عبدالغافر
» كتب Get Smart للصف الثاني و الثالث و الرابع
السبت 29 سبتمبر 2018, 10:50 pm من طرف alsaif
» الأحماض والقواعد في الكيمياء
السبت 29 سبتمبر 2018, 9:38 pm من طرف محمد الوصيف
» عام دراسي جديد أسأل الله التوفيق والنجاح ..✨🌸
الأحد 02 سبتمبر 2018, 12:41 am من طرف جابر علي خبراني
» كل عام وأنتم بخير
الأربعاء 22 أغسطس 2018, 2:15 am من طرف جابر علي خبراني
» رابط الموقع الخاص بالبرامج
الإثنين 30 أبريل 2018, 10:02 pm من طرف ابراهيم
» التعلم الاجرائي الشرطي
الخميس 26 أبريل 2018, 6:12 am من طرف عماد الدين مصطفى
» التعلم الكلاسيكي الشرطي
الخميس 26 أبريل 2018, 6:06 am من طرف عماد الدين مصطفى
» سلوكات الحيوان
الخميس 26 أبريل 2018, 6:04 am من طرف عماد الدين مصطفى