قصيدة فقيه من بلادي

من طرف عبده علي الثلاثاء 26 يناير 2016, 7:59 am

من وحي كتاب/ لمحات من حياتي للشيخ عبد الرحمن فقيه شعر الأستاذ/عبده علي محمد ابتدائية فقيه

مثلُ السماءِ تري في الأرضِ أقمارَ
همْ للمكارمِ مثلُ الشمسِ أقدارَا
نمَتِ القِفَارُ على أنْداءِ راحتِهم
وتفجَّرَ الصخرُ بالإخلاصِ أنهارَا
في شِعبِ عامرَ هلَّتْ شمسُ مولِدِهِ
ومن الصِّباغةِ صار الحُلمُ إصرارَا
كلُّ المعالي إذا تلقاكَ في شِرَةٍ
تأتيك طوعًا تسوقُ المجدَ إكْبارَا
ضاق المكانُ على أحلامِ ناشئِن
فاشتقَّ دربًا أحال الرملَ أزهارَا
بالأمسِ يصبُغُ في الدكانِ أقمشةً
واليومُ ينقشُ في الأوطانِ إعمارَا
ومن الدكاكينِ من تكفيهِ تجزئةٌ
وقضى الصبيُّ في الاستيرادِ أعمارَا
إنْ تسألَنَّ عن الإصرارِ في صِغَرٍ
فتجارِبُ الصابونِ قد تُعطِيكَ إشعَارَا
وتجارِبُ النِّشا والفنجانِ مُخْبِرَةٌ
كان الصبيُّ لدربِ العلمِ مختارَا
منها إلى استيرادِ خيرِ السمنِ أنفعِه
وقضى لذلك نحو الغربِ أسْفارَا
راجَتْ بحولِ اللهِ في الآفاقِ صنعَتُهُ
من يستطيعُ لضوءِ الشمسِ إنكارَا؟!
هاذي الرحابُ مع العَزَمَاتِ ضيِّقَةٌ
هاذي الغيومُ يراها الفَأْلُ أمطارَا
هاذي الصعابُ أمامَ الصبرِ طَيِّعَةٌ
واسألْ (فقيهًا) فلنْ يُخْفيكَ أسرارَا
مشروعُ مكةَ في الإعمارِ فكْرَتُهُ
جَبَلٌ لِعُمَرَ يَزيدَ الشيخَ إبهارَا
ودجاجُ مصنعِهِ في كل ناحيةٍ
ما عاد يخشَى ذَوُو الإفقارِ إفقارَا
هاذي المدارسُ في الميزانِ نحسَبُهَا
عن كلِّ حرفٍ جرى في اللوحِ مِدْرَارَا
تسعون عامًا تجُوبُ الأرضَ مُقتنِصًا
فرَصَ المعالي وقد وافَتْكَ أبكارَا
كلُّ التحيةِ يا شيخَ التجارةِ في
وطنِ الأمانِ وليسَ الْكلُّ تجَّارَا
دعَوَاتُ حبٍّ من الأعماقِ نبعثُها
طيرًا تبثُّكَ في الأسحارِ أشعارَا
لَمَحَاتُ فخرٍ كتابٌ عنك سطَّرَهَا
وأيُّ لوحٍ يضُمُّ الشيخَ أفكارَا؟!
منهُ استفدنا: بأن العزمَ مَحْمَدَةٌ
والصبرُ يسْكبُ في الظلماتِ أنوارَا
والرِّبحُ يكْمُنُ في تنويعِ أنشطَةٍ
والمجدُ يسكنُ من عَزَمَاتِنا دارَا
طلَبُ الحلالِ يُدِرُّ العونَ مَكْرُمَةً
من ذي الجلالِ وتكتسبونَ أنصارَا
هاذي يدٌ لكمُ الأوطانُ تعرفُها
دمتم بخيرٍ وعند اللهِ أبْرارَا
يا أيها القمرُ الدُّرِّيُّ في وطنِي
يجْزيكَ ربُّكَ في الفِرْدَوْسِ أنهارَا[/color]